الفكر العربي في المغرب الاقصى من القرن السادس عشر الى القرن التاسع عشر

الملخص

الملخص

تأثر الجانب الفكري في المغرب الاقصى بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عاشتها البلاد، مما اثر في بعض الاحيان بشكل ايجابي واحياناً اخرى بشكل سلبي على النتاج الفكري، وشهدت البلاد من القرن السادس عشر الى القرن التاسع عشر قيام كيانان سياسيان وهما الاسرة السعدية (1510-1659) وقيام الاسرة العلوية منذ عام 1659، فضلاً عن تأثير القوى الاوربية في الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد.

ولهذا وقع اختيارنا على موضوع (الفكر العربي في المغرب الاقصى من القرن السادس عشر الى القرن التاسع عشر)، وتحديداً للمدة الزمنية (1510-1894) ، وقد بدأت الدراسة بعام 1510 لكونه العام الذي شهد قيام الدول السعدية والتي استمرت حتى عام 1659 ومجيء الاسرة العلوية ، في حين جاء عام 1894 ليكون نهاية لموضوع الدراسة بوصفه العام الذي شهد حدثاً بارزاً تمثل بوفاة السلطان العلوي الحسن الاول.

 إذ تكمن اهمية الموضوع في دراسة الاحوال السياسية والاقتصادية في البلاد ومدى تأثيرها على الفكر العربي في المغرب الاقصى، كما هدف البحث الى دراسة دور سلاطين  الاسرتين السعدية والعلوية في تنشيط الحركة العلمية والادبية في المغرب الاقصى، والتعرف على النتاج الفكري لأبرز علماء ذلك العصر من خلال توضيح نشاطاتهم العلمية ومؤلفاتهم .

  وقد اقتضت طبيعة الدراسة تقسيمها الى مقدمة ومبحثين وخاتمة ، ركز المبحث الاول الذي جاء بعنوان (الفكر العربي في المغرب الاقصى في عهد الاسرة السعدية (1510-1659)) على الاوضاع السياسية في المغرب الاقصى الذي ساعد على قيام الاسرة السعدية، والتعرف على اهم الاسباب والعوامل التي مهدت لبروز الفكر العربي فيها ، وبيان اهم علماء ذلك العصر الذين برزوا في العلوم المختلفة منها العلوم الدينية والادبية والعلمية .

 وكرس المبحث الثاني والمعنون(الاوضاع السياسية والاقتصادية في عهد الاسرة العلوية وتأثيرها على الحياة الفكرية) لدراسة الاوضاع السياسية والاقتصادية في المغرب الاقصى في عهد الاسرة العلوية ومدى تأثير هذه الاوضاع على النتاج العلمي والادبي في عهد تلك الاسرة، وتطرق المبحث الثالث الى(التيارات الفكرية الدينية في المغرب الاقصى خلال القرن التاسع عشر) الذي بين اهم تلك التيارات ومدى تأثيرها على الواقع الفكري في المغرب الاقصى

اعتمدت الدراسة على مجموعة من الكتب والرسائل والاطاريح والبحوث الاكاديمية ، وكان من ابرزها: كتاب (المغرب عبر التاريخ) بجزئه الثاني والثالث للمؤلف ابراهيم حركات وكتاب (عصر الدول والامارات) للمؤلف شوقي ضيف اللذان تكمن اهميتهما بانهما يعرضان لإحداث المغرب وتطوراته في الميادين السياسية والدينية والاجتماعية والعمرانية والفكرية