تطوّر الفكر القومي العربي خلال المدة 1847-1970م(( دراسة تأريخية ))
الملخص
تبين لنا فشل المشروع القومي العربي الذي أراده منظريه من أن يكون موحِداً للشعوب العربية على غرار المشاريع القومية الغربية التي اجتاحت العالم منذ القرن التاسع عشر، لكن الوحدويين العربيين لم يدركوا صعوبة تطبيق نظرية أَوْ فكرة مقتبسة من الدول الغربية التي يختلف وضعها اختلافاً جذرياً عن الواقع العربي من مختلف النواحي الاقتصاديّة, والاجتماعيّة, والسياسيّة, والدينية, بل حتّى النفسيّةِ مِنْها, وقد يكون هذا الاقتباس غير المدروس مِنْ أهمّ الأَسْباب التي أدَّتْ إِلى فشل المشروع القومي العربي, إضافةً إلى أسباب أخرى داخلية.
ورغم أن بعض الدول العربية وبالتحديد (مصر، العراق، سوريا) قد تولّى السلطة فيها قيادات تؤمن بالقومية العربية, إلّا إنها فشلت في التواصل مع شعوبها, بل واستبدوا بالحكم استبداداً فاق ما كان موجود سابقاً أيام الاحتلال الأجنبي, وهو ما دفع هذه الشعوب إلى الابتعاد عن هذه القيادات وأفكارها, والتي بدأت ترفع شعارات بعيدة عن الواقع ولا تجد صدىً لها إلّا في فئة قليلة مرتبطة بالسلطة ومصالحها.