اويس بن عامر القرني خير التابعين
الملخص
يزخر التاريخ الإسلامي بالكثير من الشخصيات الفذة، التي تركت أثرا كبيرا بين المسلمين حتى بعد وفاتهم، ومن هؤلاء أويس القرني، الذي كان مثالاً للزهد والشجاعة والصبر وقوة الإيمان، لقد مازج الإسلام وحب الرسول (صلى الله عليه وآله) قلبه وعقله وروحه، وهو لم يره قط حتى توفي الرسول(صلى الله عليه وآله) ، عاش مجهولاً بين أهل الأرض، معروفاً لدى سكان السماء، بلغ المراتب العليا بمجاهدته لنفسه والحرص على تزكيتها، فكان من المفلحين، ولم يعلم المسلمون منزلته عند الله تعالى حتى أشار اليه الرسول الكريم في عدة مناسبات بيّن فيها عظم قدره وقوة ايمانه وأوصى المسلمين أن يتحروا لقاءه ويطلبوا دعاءه فإنه مستجاب الدعوة، ويشفع لخلق كثير يوم القيامة، لم يكن من الصحابة، فأنزلوه منزلتهم، بل تسابقوا للظفر بدعائه، وقصدوه لقضاء حوائجهم، ولم يقبل منهم شيئا من حطام الدنيا على الرغم من كونه كان يعيش دون حد الكفاف، فكافأه الله بالشهادة تحت لواء أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في معركة صفين، بين عمار بن ياسر وخزيمة بن ثابت، فكان كما قال عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) خير التابعين فخلده التاريخ.