النخبة السياسيّة الحاكمة بعد مقتل السلطان الإيلخانيّ بايدو
الملخص
شهدت الدولة الإيلخانية تحولات سياسية عميقة عقب مقتل السلطان بايدو عام 1295م. فقد أدى اغتياله إلى فراغ في السلطة، استغلته نخبة سياسية ذات طابع عسكري وإداري لإعادة تشكيل مراكز القوة والنفوذ. كان على رأس هذه النخبة غازان خان، الذي بدعم من بعض القادة العسكريين البارزين أمثال نوروز، تمكن من الاستيلاء على الحكم. مثل مقتل بايدو نقطة تحول إذ كشف هشاشة التوازنات الداخلية بين القوى الفارسية والمغولية.
سعت النخبة الجديدة إلى تثبيت حكم غازان خان عبر مجموعة من الإصلاحات الإدارية والمالية والدينية. كان اعتناق غازان للإسلام خطوة محورية هدفت إلى كسب دعم السكان المحليين المسلمين وإضفاء شرعية دينية على حكمه. كما أعاد تنظيم الجيش، معتمداً على العناصر الفارسية إلى جانب المغول، مما عزز الولاء السياسي داخليًا. وفي الوقت ذاته، شهد الجهاز الإداري تطعيمًا لافتًا بالكفاءات الفارسية، ما منح الدولة طابعًا بيروقراطيًا أكثر رسوخًا.
تميزت هذه المرحلة بصراع بين العناصر التقليدية المغولية، التي تمسكت بعاداتها القديمة، والنخبة الجديدة التي رأت في التغيير ضرورة للاستقرار. وقد كان للتحديات الخارجية، كالصراعات مع المماليك وجيران الدولة الإيلخانية، دور في توحيد الجبهة الداخلية مؤقتًا تحت قيادة النخبة السياسية الجديدة.
بالمجمل، فإن مقتل بايدو كان لحظة مفصلية، مهدت لتحولات جوهرية في طبيعة الحكم الإيلخاني، مع صعود نخبة سياسية أكثر إدراكًا لأهمية الدمج بين الهوية المغولية والإسلامية لضمان الاستمرارية السياسية.